إنتخابات 2023اخبارمجلس الأمة

المقرات الافتراضية… جسر إلكتروني للوصول إلى الناخب

قد تكون المواقع الافتراضية أو الاعتماد على وسائل الإعلام الحديثة والتكنولوجيا المعلوماتية للتسويق السياسي والشخصي لمرشحي مجلس الأمة 2023 العنوان الأكبر لهذه الانتخابات خاصة مع تطور وسائل الدعاية السياسية والترويج الانتخابي، الذي بات يعتمد بشكل كبير على التواصل المباشر وغير المباشر في نفس الوقت عبر وسائل الاتصال الحديثة.

وهنا قد نتحدث عن الديوانية الافتراضية أو الترويج الانتخابي الافتراضي والذي يتواصل فيه الناخبون مع مرشحيهم ويستمعون إليهم ويرونهم صوتاً وصورة، ويبحثون في برامجهم الانتخابية ومطالبهم، فتواصل الناخب مع المرشح وجهاً لوجه ومن خلال المقر الانتخابي الفعلي على أرض الواقع لم يعد الطريقة الوحيدة للتواصل بين عناصر عملية التسويق السياسي إنما هناك طرق حديثة من الممكن أن تغني عن الحضور الفعلي لهذه المقار، الأمر الذي دعا عدداً من المرشحين إلى الاستغناء عن فكرة المقار الانتخابية الفعلية من خيمة عملاقة وشاشات وحضور فعلي للمرشح والناخبين والولائم، والتحول إلى لقاء الناخبين إما في الدواوين المنتشرة بمحافظات البلاد أو على الأغلب من خلال وسائل الاتصال الحديثة والتواصل الاجتماعي.

مرشحون بلا مقرات

يأتي ذلك في وقت أعلن عدد من النواب عزمهم عدم إقامة مقار انتخابية لهم في هذه الانتخابات أو كما جاء نصاً في البيان الرباعي الذي أطلقه النواب السابقون مهند الساير، ومهلهل المضف، وعبدالله المضف، ود. عبدالكريم الكندري، الذين قرروا خوض انتخابات مجلس الأمة 2023 من دون مقار انتخابية، متخذين من دواوين أهل الكويت وبيوتهم مقار لهم، فضلاً عن اعتمادهم على وسائل الاتصال الحديثة وما يسمى بالسوشيال ميديا للتواصل مع الناخبين.

وحظي القرار باستحسان وتأييد من عضوة المجلس المبطل د. جنان بوشهري، التي أعلنت هي الأخرى خوضها انتخابات مجلس أمة 2023 في الدائرة الانتخابية الثالثة، حيث حيت الخطوة التي سار بها الزملاء المرشحون بإعلان خوض الانتخابات دون مقار انتخابية، معلقة بقولها: نعم الانتخابات التي تكون مقارها دواوين أهل الكويت وبيوتهم، فهم الأساس لأي عملية ديموقراطية، وهم أصحاب القرار.

الإعلام الجديد

وباتت وسائل الإعلام الحديثة أو ما يسمى بالإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك أو تويتر أو يوتيوب وإنستغرام وسناب شات وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة تلعب دور المحفز ونقطة الانطلاق لعملية التسويق السياسي لمرشحي مجلس الأمة في دولة الكويت وهذا لم يعد خافياً، وليس بجديد، حيث دشن ذلك على مدى أكثر من انتخابات سابقة لمجلس الأمة استخدمت فيها وسائل الإعلام الجديد للوصول إلى الناخبين.

الدعاية السياسية

وتهدف الدعاية السياسية والتسويق السياسي إلى بناء الدعم والتأييد الجماهيري لمؤسسة سياسية من خلال التعرف على حاجاتهم وتوفيرها، وهنا نتحدث عن مرشحي مجلس الأمة حيث باتت الدعاية السياسية عبر وسائل الإعلام الجديد والتواصل الاجتماعي تمثل أهمية كبيرة للمرشحين، ويعتمدون عليها كلياً صوتاً وصورة خلال الانتخابات، فهي التي توفر عليهم الوقت والجهد.

التسويق السياسي

ويسعى التسويق السياسي لإقامة علاقات سياسية طويلة الأجل بين المرشح والناخب، ويعزز ذلك وسائل التواصل الاجتماعي التي تجعل الناخب مع المرشح وجهاً لوجه عبر صفحات كليهما في فضاء تويتر أو فيسبوك أو سناب شات أو غيرها من الوسائل الأخرى، لذلك يتم تخطيط وتنفيذ طريقة بناء الدعم والتأييد الجماهيري للمرشح لتكون من خلال خلق مزايا تنافسية تعتمد على وسائل الاتصال الجماهيرية وغيرها من وسائل التأثير في الجماهير المستهدفة، فالمرشح الذي تكون مثلاً ديوانيته الافتراضية هادفة، وطرحه عبر مواقع التواصل يشمل ميزة تنافسية تكون بحوزته لا بحوزة غيره من المرشحين، يمكن أن يفوز بصوت الناخبين الذين يجلسون على مقاعد تويتر وفي الديوانيات الافتراضية مثلاً.

ويمثل التسويق الانتخابي أحد الجوانب المهمة في التسويق السياسي، ويعرف من خلال هدفه على أساس أن «غايته تتمثل فى دفع أکبر عدد ممکن من الناخبين إلى الإدلاء بأصواتهم لمصلحة المرشح، وفى هذا الإطار يسعى المرشح عبر فضاء الإعلام الجديد ومن خلال الحملة الافتراضية الانتخابية والتسويق الانتخابي والكلمة المنطوقة والخدعة البصرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى تقديم صورة ذهنية جيدة لدى الناخب عن المرشح، وإقناع جمهور الناخبين بالتصويت لهذا المرشح أي الحصول على التأييد الجماهيري أو الحصول على أکبر عدد ممکن من الأصوات، فضلاً عن دراسة السوق الانتخابي تمهيداً لتخطيط الحملة الانتخابية حيث يتم التعرف على آمال وطموحات ورضا وعدم رضا الناخبين، وموقف المرشح لدى الجماهير، ورأيهم فيه فضلاً عن معرفة مدى الاستعداد من الناخبين أو الجماهير للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع وإعداد البرنامج، أى الإعداد للحملة الانتخابية وتحديد المحاور الأساسية أو الموضوعات التي سيتم من خلالها جذب أو الحصول على تأييد الناخبين.

وستكون المقرات الانتخابية الافتراضية التي يسلكها مرشحو انتخابات مجلس الأمة 2023 بلاشك متطورة عن سابقاتها، وستمثل جسراً إلكترونياً للوصول إلى الناخب صوتاً وصورة، ومن يتميز افتراضياً عبر فضاء الإعلام الجديد سيصل بأمان إلى صوت الناخب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى