رئيس مجلس الأمة: لولوة القطامي تجسّد الصورة المشرّفة للمرأة الكويتية
أشاد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم بجهود وإبداعات الرئيسة الفخرية للجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية لولوة القطامي، لافتا إلى أنها تستحق الإجلال والتقدير لتاريخها الطويل وخدماتها الجليلة التي قدمتها للمجتمع الكويتي، وكذلك هو تكريم واحترام للمرأة الكويتية التي تعبر وتجسد لولوة القطامي الصورة المشرفة لها.
جاء ذلك خلال حفل إصدار وتوقيع كتاب «تاريخ وإنجازات» لمؤلفته لولوة القطامي، والذي أقيم في مقر الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية. واعتبر الغانم أن هذا الحفل يعد تكريما للقطامي وتاريخها الحافل في تحقيق العديد من الإنجازات للمرأة الكويتية.
من جانبها، قالت الرئيسة الفخرية للجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية لولوة القطامي إن الكتاب يروي ويوثق تاريخي الذي عاصرت في التعليم بالكويت، حيث بدأت الرحلة مدرسة، وكنت آنذاك أعمل في المدرسة الوحيدة وهي ثانوية المرقاب وتدرجت بعدها إلى أن أصبحت مديرة للمدرسة، وعندما تم افتتاح جامعة الكويت تشرفت بتولي منصب المديرة لها، مستذكرة في ذلك الوقت انضمام طلبة من مختلف الجنسيات والدول إلى حرمها من دول إسلامية مثل ماليزيا والخليج ودول عربية، مشيرة إلى أن الجامعة كانت ترعى الطلبة غير الكويتيين وتوفر لهم سكنا إضافة إلى التعليم المجاني والكتب والزي الموحد.
أمل في المستقبل
ودعت القطامي الجيل الحالي إلى القراءة، معربة عن أسفها ملاحظة أن الجيل الحالي «لا يقرأ» وهو خطأ كبير يجب أن تعمل وزارة التربية على علاجه بالتشجيع على القراءة ليتعلم الجيل الحالي من الأجيال السابقة ويقتدوا بهم، ويتعرفوا كيف كانت الكويت في وقتنا جوهرة الخليج وكيف كانت في أول السلم والآن وبكل أسف صارت في آخره، مؤكدة أن أملها كبير في الجيل القادم وقدرته على الارتقاء بمكانة الكويت.
وذكرت القطامي أن التعليم لدينا اختلف حاليا عن الماضي في العديد من الأمور، منها على سبيل المثال مسألة التقدير والاحترام للمعلم أو مدير أو مديرة المدرسة، وتهجم بعض أولياء الأمور عليهم في حال ضغطهم على أبنائهم وتأديبهم لهم من باب الحرص على مصلحتهم ومساعدتهم على التحصيل العلمي، مشددة على أن المدرسة مكان للتربية والتأديب والتهذيب للسلوك ولا يمكن أن تكون منفصلة عن الأسرة فكلاهما يكمل الآخر.
وتابعت أن كتابها الأول «مذكرات بنت النوخذة» يروي تاريخ حياتها قائلة: تركت الكويت وعمري ست سنوات وعدت إليها وعمري 24 سنة عشت سنوات عمري في العراق بسبب الأحداث السياسة التي حدثت من العام 1938، مشيرة إلى تركيزها في الكتاب على المعاناة التي واجهتها في العام 1952 عندما سافرت إلى بريطانيا وما تضمنته الرحلة من صعوبة في الطيران آنذاك علاوة على المرور بـ 13 دولة بعضها كانت تقيم فيها من ليلتين إلى أربع ليال بسبب صعوبة الاتصالات، حتى الوصول إلى وجهتها الأخيرة حيث عاشت في مدرسة راهبات داخلية كاثوليكية لا يعلم العاملون فيها أي شيء عن الدين الإسلامي وكانت هي العربية الوحيدة فيها، وبعد حصولها على الثانوية البريطانية سافرت إلى اسكتلندا حيث التحقت بجامعة إدنبرة لدراسة التربية وأصبحت بعدها مدرسة.
دعم الجمعية النسائية
من جانبها، قالت رئيسة الجمعية الثقافية النسائية لولوة الملا إن لولوة القطامي لها تاريخ طويل بحقوق المرأة، وهي من رموز المرأة في الكويت والخليج، لافتة إلى أن الاحتفال بتوقيع كتابها سيذهب ريعه إلى مبرة «حياة لعلاج مرضى السرطان».
وأشارت الملا إلى أن القطامي هي الرئيسة الفخرية للجمعية ولا ننسى دعمها المادي والمعنوي للجمعية ونصائحها ومشاركتها في جميع الأنشطة.
قدوة للنساء
بدورها، أعربت د.فايزة الخرافي عن سعادتها للمشاركة في هذا الحفل قائلة: سعيدة بتواجدي في حفل توقيع كتاب معلمتي لولوة القطامي التي درستني وكانت ناظرة المدرسة الثانوية التي التحقت بها.
وأضافت: فخورة جدا بتواجدي في حفل توقيعها كتابها الثاني، وكلنا نذكرها بالخير ونتمنى لها دوام الصحة والعافية والاستمرار لأنها قدوة للنساء الكويتيات.
من جانبها، قالت سبيكة الجاسر: نفتخر بدورها وإنجازاتها فنحن تربينا على يديها، وهي تعتبر قمة في العطاء ولها تاريخ طويل في مجال التعليم والعمل التطوعي ونحن نقتدي بها ونتعلم منها.
وأشارت الجاسر الى أن الكتاب يعد فرصة للجميع للاطلاع على أعمالها ودورها الجليل ونأمل في أن تسير بناتنا على ذات النهج.
ذكريات العمر
بدورها، قالت عضو مجلس الإدارة في الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية ومشرفة على الكتاب موضي الصقير: نحتفل اليوم بإطلاق كتاب «تاريخ وإنجازات» لأستاذتنا ومعلمتنا على العمل التطوعي لولوة القطامي، وهي مدرسة تعلمنا منها جميعا خدمة المجتمع ومحاولة التغيير للأفضل، مضيفة أن فكرة الكتاب جاءت في حفل عشاء خلال شهر فبراير 2018 احتفاء بوجود الدكتورة السعودية سميرة إسلام، وهي صديقة للأستاذة لولوة القطامي، وذلك أثناء حديثهما وذكرياتهما الممتعة، واستمتاعنا بسماع تبادل الصديقتين ذكريات العمر الحافل بالكثير مما يستحق التدوين.
وأضافت: تمكنا بعون الله بعد 3 سنوات من إنجاز هذا الكتاب الذي يكمل كتابها السابق «مذكرات بنت النوخذة»، وشكرت في نهاية كلمتها كل من أعطى شهادته بما يعرفه عن السيدة لولوة. وجميع الزملاء الذين ساهموا معنا. والشكر موصول أولا وأخيرا الى السيدة لولوة القطاني التي أعطتنا هذه الفرصة للاحتفاء بتاريخ فريد وناصع من العمل التطوعي والتنويري ليكون بمنزلة إشعاع لشباب واع يتوجه الى العمل الخيري.
إنجازات عظيمة
من جهتها، قالت عضو الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية خديجة المدني إن لولوة القطامي اسم عرفته منذ عام 1969، حينما كنت طالبة في ثانوية المرقاب، حيث كانت إنجازاتها خلال سنوات عملها مدونة في كل زاوية في المدرسة ومرسومة في ذاكرتنا كونها أول معلمة كويتية درست اللغتين الإنجليزية والفرنسية في آن واحد، وأول وكيلة كويتية، وأول من شجع وأقنع أهالي متفوقات ثانوية المرقاب، بالسفر معها إلى بلدان عربية من أجل كسب المعرفة والاطلاع على ثقافة حضارات مختلفة.
وأضافت: استمرت متابعتي لأخبارها من خلال مقابلاتها في الصحف والمجلات، وتابعت لقاءاتها على شاشات التلفاز، وسمعتها تتكلم بالإذاعة، وبقيت لولوة صورة مطبوعة في ذهن طالبة المرقاب والباحثة في معهد الأبحاث إلى أن صرت إحدى متطوعات الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية، التي قامت على تأسيسها وبقيت الرئيسة الفخرية لها، حينها كنت أتابعها من بعيد ولم تسنح لي فرصة مجالستها أو محادثتها، ومنذ 3 سنوات طلبت مني الأخت موضي الصقير مشاركة الأستاذة لولوة في العمل على كتابها.
ومن خلال عملي معها عرفتها انسانة رقيقة حنونة مميزة بكلماتها المعبرة واحترامها لجميع من عمل معها.
وأوضحت أن كتاب «تاريخ وإنجازات» هو سطور طويلة يروي قصة لولوة، ابنة النوخذة المرحوم عبدالوهاب القطامي وحفيدة الشاعر والأديب والنوخذة المرحوم عيسى القطامي، ويبرز لولوة الطالبة الحرة، المتفوقة المغامرة والمحافظة على تقاليدها في بلاد الإنجليز.